الثلاثاء، 17 يوليو 2018

الحمل على المعنى والتحليلات الألسنية الحديثة

الحمل على المعنى والتحليلات الألسنية الحديثة



وقد اختلف العلماء والنحاة فى قبول الحمل على المعنى ورفضه؛ وقد برر الرافضون قولهم بأن الحمل على المعنى نوع من الغلط، ولا يجب عمل القرآن عليه، ومن أمثلتهم ابن الأنباري، أما الموافقون عليه ومنهم سيبويه وابن يعيش؛ فمذهبهم أنه يحسن العبارة ويلطف الأسلوب، يقول أحدهم: "أحسن من هذا كله أن يسلك بالعبارة طريق التخريج على التوهم، وهو غور من أغوار العربية يستلطفه العرفاء، ولا يستضعفه إلا الضعفاء.

      ولا نرى حرجا من القول بالحمل على المعنى، لكن شريطة ألا يصل ذلك حد الاتساع وفتح الباب الذي لا نستطيع مستقبلا أن نواجهه، أو نحد من خطورته، ولم لا نقول به وهو وسيلة من وسائل التأويل النحوي؛ لرأب الصدع بين القواعد النحوية، والنصوص اللغوية، وفي هذه الوسيلة يقوم العنصر الدلالي (المعنى) بعلاج كثير من المخالفات اللفظية المنطوقة؛ ولأهمية الحمل على المعنى وجدنا ابن جني يقول: "اعلم أن هذا الشرج غور من العربية بعيد، ومذهب نازح فسيح، قد ورد به القرآن وفصيح الكلام منثورا ومنظوما؛ كتأنيث المذكر والجماعة في الواحد، وفي حمل الثاني على لفظ الأول قد يكون عليه الأول أصلا كان ذلك اللفظ، أو فرعا".

     وأثنى عليه الدكتور عبد الله جاد الكريم قائلا: "وبعد... فالشواهد على الحمل على المعنى كثيرة جدا، وأكثر من أن تحصى كما أخبرنا النحاة، وهي مبثوثة في ثنايا كتب النحو وغيرها، وما يهمنا هنا هو أن العلاقة العضوية بين الحمل على المعنى وبعض التراكيب نابعة من الدور الذي يقوم به المعنى؛ للتوفيق بين النصوص (التراكيب) والقواعد النحوية.

     هذا ويمكن وضع أهم شروط الحمل على المعنى التي اُستخلِصت من كتب اللغويين والنحويين العرب في النقاط التالية:

- لا يمكن أن نحمل على المعنى إلا بعد استغناء اللفظ.

- إذا اجتمع في الضمائر مراعاة اللفظ والمعنى بدىء باللفظ، ثم المعنى.

- كل أسماء الأجناس يجوز فيها التذكير حملا على الجنس، والتأنيث حملا على الجماعة.

- ما قيس على الحمل قيس على المعنى.

- يجوز في تمام الكلام، ويجوز أيضا في نقصانه.

      والخلاصة أننا لا نلجأ إلى الحمل على المعنى إلا بعد استيفاء اللفظ الحقيقي للتركيب؛ لأن الحمل على المعنى ضرب من ضروب التأويل يلجأ إليه عند الحاجة.

 

الحمل على المعنى والتحليلات الألسنية الحديثة


هذا وينقسم الحمل على المعنى أقساما كثيرة، فينقسم من حيث طبيعته إلى نوعين، هما: مصنوع، ومطبوع، كما ينقسم من حيث نوع مركباته إلى أنواع كثيرة أهما:

- تذكير المؤنث.

– تأنيث المذكر.

- الجمع الذي يراد به الواحد.

– التضمين.


لتحميل المقال كاملا اضغط هنا : https://goo.gl/ojCDA6